الأحدث

صحيفة اليرموك – التل : هنالك فشلٌ واضِحٌ في إدارة عمّان والفساد متغلغل في الكيان الأردني عام 2015

25-12-2015التل: هنالك فشلٌ واضِحٌ في إدارة عمّان. والفساد متغلغل في الكيان الأردني

التل في حوار مع “رزان عزام/ صحافة اليرموك”: هنالك فشلٌ واضِحٌ في إدارة عمّان. والفساد متغلغل في الكيان الأردني!”

حول ما شَهِدته العاصمة عمان من فيضانات “أول شتوة”

التل في حوار مع “صحافة اليرموك”: هنالك فشلٌ واضِحٌ في إدارة عمان. والفساد متغلغل في الكيان الأردني!

*45 دقيقة من المطر لم تتحملها عمّان فكيف أربعين سنة من المفاعل النووي!

*”لو كنت أميناً لعمّان، في ظل هذه الظروف لن أستطيع ان اعمل شيئاً!”

*الأردن بعد خمس سنوات … من سيء إلى أسوء!

صحافة اليرموك – رزان عزام

أكد الدكتور المهندس والخبير الدولي في شؤون البيئة وتخطيط المدن ومدير دائرة التخطيط في وزارة البلديات سابقاً سفيان التل أنه من الطبيعي هطول الامطار بكميات كبيرة نظراً لدخولنا في موسم الشتاء ولو كانت البنية التحتية سليمة ومُصانة من قبل أمانة عمّان فمن المستحيل أن تغرق العاصمة خلال خمس وأربعين دقيقة من المطر.

وردّ التل خلال حوار أجراه مع “صحافة اليرموك” على “حجّة” أمين عمّان عقل بلتاجي بأن “عمّان هي منطقة جبليّة”، حيث أن منطقة عمّان جبلية منذ ألف سنة؛ ففي العصرين الروماني واليوناني تم إنشاء سيل عمّان والمدرج الروماني وسبيل الحوريّات ولم نرى السيل أو المدرّج يغرق يوماً كما شاهدنا آخر منخفض.

أما في وقتنا الحالي فهنالك فشلٌ واضحٌ في إدارة عمّان ومن الأدلة على ذلك المناهل المرتفعة عن سطح الشارع مما يعرقل مجرى سيل المياه بشكل طبيعي، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على إفقار الامانة للمسؤولية والمصداقية فنرى المتعهد يقوم بعمله بشكل فاسد والمراقب عليه يسير على نفس النهج فنستنتج في نهاية الامر أن الفساد متغلغل في الكيان الاردني حتى العظم ولا يوجد مشروع أو إنفاق واحد يذهب في غير فساد.

وعقّب التل على تشابه الاحداث وغرق عمان للمرة الثانية من بعد شتاء 2013، حيث أكّد أن السنوات الثلاثة كانت كافية لإصلاح جزء كبير في الشبكات والبنية التحتية.

وضرب مثالاً حيّاً على أعقد مدينة في العالم وهي إسطنبول، والتي كانت في منتهى الضياع والفيضانات والفوضى بشكل عام، مشيراً إلى أنه عندما جاء أردوغان وحزبه قفز بتركيا كلها من مرتبة 111 بين دول العالم وحتى المرتبة السابعة بين دول العالم، فإسطنبول الآن هي نموذج سليم في المرور في الورود والأزهار والتنظيم الباهر، وقد سُئِلَ أردوغان كيف صنعت كل هذا فأجاب ببساطة “لم أسرِق!” وليتعلَّم الآخرون من هذا الدرس.

وتساءل التل حول اختفاء المنحة الخليجيّة المقدرة بحوالي خمسة مليار وقال بأنها كفيلة في إصلاح الشوارع والشبكات التحتية، مشيرا إلى أنها لو صُرفت على أي مشروع لصنعت العجائب للنهوض بهذا الوطن، وهناك الكثير من المبالغ لا تنفق في البلد ولا أحد يعلم أين تذهب وأين تُصرف ولا أحد يحاسَب، ولا برلمان يحاسب، ولا أحد يستطيع ان يحاسب!

وأشار التل إلى أنه لو كان أميناً لعمّان، في ظل هذه الظروف لن يستطيع ان يعمل شيئاً لان النظام متكامل في الفساد، مبيّنا ان الموظف الصغير سيكون ضدك لأنه قد تعيَّن بالواسطة، وستجد المراسل ضدّك لأنه مدعوم من نائب او عين، وستجد المهندس متواطئ مع المتعهد لأنه نظام شراكات، وكلهم لم يوظفوا في الأمانة لأنهم كفاءات لا بل لأنهم يتاجرون بالولاء والانتماء او لصلتهم بمتنفذين، وهنا يستحيل عمل تنمية بوجود هؤلاء.

وكشف التل متأسِفاً إلى ان الاردن منذ خمس سنوات يسير من سيء الى أسوأ، وفي كل يوم يكون أسوأ من قبله بسبب كتم الحريات ومنع الحوار امام الناس، الأمر سيؤدي الى الانفجار بحسب ما قال.

وقال بأنه عندما ينفجر الناس سيصبح حواراً بالرصاص كما هو الحال في العديد من دول العالم، لان الناس هناك لم يسمح لهم التحاور بالكلمات، محذَّرا من أنه إذا انفلتت الأمور وانفجر الشارع لا نحن ولا هم سيستطيعون إسكاتهم، فقد أعذر من أنذر.

وتساءل التل إن كانت عمان لم تتحمل أربعين دقيقة من المطر، فكيف سيكون الامر بعد أربعين سنة من المفاعل النووي ومن سيدير هذا المفاعل.

وتابع إن كانت إدارة المفاعل قد شُكِّلت من وجهاء عشائريين بحسب استعراض اسماء لجنة المفاعل النووي؟ “أهكذا يدار المفاعل النووي؟”.

وختم التل كلامه بأن “عمان تتخبط ولا تتطور منذ ثلاثين سنة ونحن نقول التخطيط يلهث وراء العمران والاردن يجب ان يكون مستودعاً للاجئين دون تخطيط وفوق ذلك كله الفساد.

وقال: “نرى أسوأ شوارع وشبكات نقل عام وأكبر نسبة حوادث في المنطقة هي في العاصمة عمان.

وتساءل التل: “أي فساد يحارب والفاسدين محميين، فلا يوجد توجه لإبعاد الفاسدين عن مواقع اتخاذ القرار، أو إبعادهم الى جهنــم؟!”.

يشار إلى أن العاصمة عمان كانت قد تعرضت لهطول مطري بداية الشهر الجاري استمر 40 دقيقة، أدى لتشكل السيول وغرق البيوت والممتلكات ووفاة 4 أشخاص وخسارات كبيرة للتجار والمواطنين قدرت بملايين الدنانير، فيما توقعت دائرة الارصاد الجوية أن تستقبل المملكة منخفضا مشابها في الأيام المقبلة.