الأحدث

د.سفيان التل- في المعادلة – المفاعل النووي الإسرائيلي

د.سفيان التل- في المعادلة – المفاعل النووي الإسرائيلي
قناة الميادين 2022 -06 -21

في حلقة من برنامج “في المعادلة” على قناة الميادين، سلط الدكتور سفيان التل، المستشار الدولي في شؤون التخطيط والبيئة، الضوء على ما وصفه بـ “الخطر الحقيقي والمهمل” المتمثل في المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا. وناقش الدكتور التل جوانب متعددة تتعلق بنشأة المفاعل، وسياسة التعتيم النووي، ومواقع دفن النفايات النوووية، والمخاطر الصحية والبيئية المرتبطة به.

أصول البرنامج النووي الإسرائيلي والدعم الغربي:

وأشار الدكتور التل إلى أن نشأة النشاط النووي الإسرائيلي بدأت في الخمسينيات، حيث عُين شمعون بيريز مسؤولاً عن متابعة البرنامج. وتطورت التكنولوجيا والمرافق بالتعاون مع دول غربية. ووصف الدكتور التل المفاعل النووي الإسرائيلي بأنه “ابن غير شرعي للدول الغربية”، التي أنشأته ليكون “قاعدة نووية متقدمة لها تخيف الدول العربية ودول الشرق الأوسط”. وأكد أن فرنسا بدأت في تأسيس المفاعل في الخمسينيات، ودخل في التشغيل عام 1963. وعلى الرغم من محاولة ديغول التوقف عن المشروع لاحقاً، استمر الدعم من دول غربية أخرى.

وأفاد الدكتور التل بأن بريطانيا قدمت الكثير من المواد الانشطاريه والمواد اللازمة للمفاعل مثل البلوتونيوم واليورانيوم، بالإضافة إلى شحنة من الماء الثقيل. كما قدمت أمريكا “دعماً كبيراً ومؤونة ونقلت اليورانيوم والمواد المخصصة إلى هذا المفاعل”.

سياسة الغموض والكشف عن القدرات:

تحدث الدكتور التل عن سياسة “الغموض النووي” الإسرائيلية، التي سارت جنباً إلى جنب مع منع دول المنطقة من امتلاك أي نشاط نووي، سواء سلمي أو عسكري. لكنه أوضح أن هذا الغموض بدأ يتبدد. وذكر أن موردخاي فعنونو، وهو أحد العاملين في المفاعل، كسر جزءاً من هذا الاحتكار والغموض عندما نشر صوراً كثيرة. وبناءً على ما نشره فعنونو، خلص إلى أن إسرائيل يمكن أن تنتج خمس قنابل نووية سنوياً وتمتلك ما بين مئة إلى مائتي قنبلة نووية.

وأشار الدكتور التل إلى أن خبراء ومتخصصين، مثل البنتاغون، قاموا بتحليل ما نشره فعنونو وأكدوا أن “إسرائيل هي سادس دولة نووية في العالم”. وأضاف أنه “لم يعد هذا الغموض في كثير من جوانبه غموضاً وأصبحت إسرائيل دولة نووية معروفة”. وأكد أنه يوجد في إسرائيل ست أو سبع مواقع نووية أخرى، أهمها مفاعل ديمونة الذي انكشفت تفاصيله، بما في ذلك صوره الجوية وطوابقه الثمانية تحت الأرض.

عيوب المفاعل ومخاطره الصحية:

وقال الدكتور التل إن مفاعل ديمونة تعرض، إلى جانب مفاعل آخر، لانتقادات في العقد الماضي لأنهما تجاوزا العمر التشغيلي المتوقع. وأشار إلى أن أحدهما به أكثر من ألف وخمسمائة عيب هيكلي. وأكد أن هذه العيوب الهيكلية ترفع من نسبة الخلل الذي قد ينعكس على الصحة العامة.

وأوضح أن المفاعلات القديمة تنتج مخلفات بكميات أكبر من المفاعلات الجديدة. ولفت إلى أن عشرات العمال داخل مفاعل ديمونة ماتوا بالسرطانات وقدموا شكاوى للمحاكم. وذكر أن المفاعل كان يخرج “غيوم صفر سامة” يستنشقها العمال، وتسربت مياه ثقيلة مشبعة بالإشعاعات إلى مجرى جغرافي قريب. كما توجد شكوك في حالة الأسمنت والحديد في هيكل المفاعل، مع وجود فقاعات أثبتتها صور الأقمار الصناعية. ونقل عن مؤتمر نووي داخل إسرائيل أنه أشار إلى وجود 1537 موقعاً بها أضرار هامة جداً في المفاعل. وفي النهاية، صدرت قرارات من المحاكم الإسرائيلية بأن بعض الوفيات أو الولادات المشوهة كانت نتيجة للأضرار الناتجة من المفاعل نفسه.

دفن النفايات النوووية وتأثيرها:

تحدث الدكتور التل عن ملف دفن النفايات النوووية لمفاعل ديمونة. واستند إلى إشارة شركة دنماركية عام 1990 إلى أن إسرائيل تمتلك مئة ألف طن من النفايات النوويه تخلصت من 48% منها بوسائل رسمية، لكنها لم تستطع إثبات أين دفنت 52 ألف طن أخرى. وأكد أن إسرائيل تدفن نفاياتها “في كثير من المناطق العربية وغير المعلنة وبكثير من السرية”.

وحدد مناطق دفن النفايات في صحراء النقب، البحر الأحمر، الجولان (في أنفاق مخصصة)، والأراضي الأردنية والفلسطينية. وأشار إلى اكتشاف “أعداد كبيرة من البراميل المملوءة بالمواد المشعة والنفايات النوويه” قرب جنين ودير البلح ومناطق فلسطينية أخرى. كما ذكر دفن 150 ألف متر مكعب من النفايات في السفوح الشرقية وعكس اتجاه المياه الجوفية التي تذهب إلى الأراضي المحتلة.

انبعاثات المفاعل وتأثيرها على الأردن:

لفت الدكتور التل إلى أن مفاعل ديمونة تم اختياره قريباً من الحدود الأردنية، وأن اتجاه الرياح بمعدل 70% هو اتجاه غربي، مما يعني أن “الانبعاثات كلها تذهب مع الهواء الغربي إلى الحدود الأردنية وقد تصل إلى أبعد من ذلك”. وأشار إلى أن إسرائيل تجمع الانبعاثات خلال فترات الرياح الشرقية (10%) وتحتفظ بها في بالونات كبيرة لتعيد إطلاقها عندما تتحول الرياح إلى غربية.

وربط ذلك بارتفاع “نسب أمراض السرطانات غير المبررة” في كثير من مناطق الأردن. وأكد أن هناك عدة مدن في وادي عربة تقع “ضمن الدائرة الخطرة لانبعاثات المفاعلين”.

غياب الشفافية والرقابة الدولية:

انتقد الدكتور التل غياب الشفافية، مشيراً إلى صعوبة الاعتماد على المنظمات المحلية أو العربية لقياس حجم الإشعاع بسبب انعدام المعلومات. وتحدث عن وجود “تعاون مع الكيان الصهيوني أكثر مما يجب في إخفاء مثل هذه الحقائق”. وروى كيف أن الأمين العام لوكالة الطاقة الذرية زار الأردن واكتشف أن الأجهزة الموضوعة على الحدود كانت معطلة، وعندما أراد زيارة المفاعل في إسرائيل، تم إيقافه على بعد 50 كيلومتراً منه. وأكد أن إسرائيل غائبة تماماً عن تقارير وكالة الطاقة الذرية التي تحدد الأعطال في المفاعلات النووية حول العالم، رغم قدم مفاعلها وكثافة السكانية المحيطة به نسبياً.

ازدواجية المعايير:

واعتبر الدكتور التل أن العالم يواجه “ازدواجية معايير” في التعامل مع المشروعات النووية. وأشار إلى أن إسرائيل تلقت دعماً غربياً كاملاً حتى لا تنظم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، وبالتالي فهي “غير ملزمة أن تقدم أو تستقبل مفتشين من الوكالة”. وفي المقابل، أشار إلى أن إسرائيل مدعومة أيضاً “لتدمير الأنشطة النووية حتى ولو كانت سلمية في الدول العربية وإيران”. وقارن ذلك بإيران التي دخلت في الاتفاقيات وفتحت منشآتها لخبراء الوكالة، بينما الولايات المتحدة وبريطانيا لم تدخلا اتفاقية حظر الأسلحة النووية حتى الآن وتطالبان غيرهما بالالتزام بها. ووصف الوضع الحالي بأنه “في منتهى الخطورة”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل “تخططان بوضوح تام لقصف إيران أو قصف منشآتها النووية”.

واختتم الدكتور التل حديثه بالقول إن “الخطر النووي المهمل” يتمثل في التعمية الكاملة عن المشروع النووي الإسرائيلي، وعدم متابعة الدول الكبرى والهيئات الدولية، والاعتداء الإسرائيلي على مشاريع نووية أخرى، ودفن النفايات من مفاعل قديم، وانقطاع الأخبار عن وكالة الطاقة الذرية.

من التعليقات على الحلقة:

سلمت وسلم فكرك ولسانك يا عطوفة الدكتور سفيان التل المحترم. الله يجازي الدولة التي لا تقدرك وتعطيك حقك وحق الوطن عليهم للاستفادة من خبراتك، ولا حول ولا قوة إلا بالله. تحياتي

فريق متقاعد موسى العدوان

تحياتي الحارة لك،
انت اشرف وأجرا إنسان عربي صمم على إظهار الحقائق كما هي وتسليط الضوء على الخطر الاسرائيلي الداهم الذي يهدد كل دول الشرق الأوسط العربية والإسلامية. الله يعطيك الصحة والقوة يا بطل.هل بقي الكثير من امثالك في ربوع الوطن يا عزيزي ؟
الف تحية وسلام مني لك
سلامات
محسن صبرا _ بيروت

والله انك دائما في المقدمه لتنذر الناس ولكن الناس لا يعلمون..
سالم النعيمات

ممتاز د. سفيان.. معلومات وفيرة وشرح وافي وتحذير واضح.. وتواطؤ حكومي فاضح..
شكرا لك..
محمود عواد

المصدر: هنا