حوار مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور سفيان التل.
أجرى الحوار: نواف ابراهيم.
نصّ الحوار:
سؤال: (جون كيري) في المنطقة، ويزور الأردن ويلتقي بالقيادة الأردنية، والملك عبد الله الثاني يصرح بأنّ الاستفزازات الإسرائيلية غير مقبولة، واعتداءات إسرائيل على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف غير مقبولة أيضا، ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الأردن في نزع فتيل الأزمة الجديدة المتجددة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أم أنّ لزيارة (كيري) هدف آخر؟
جواب: بالتأكيد لزيارة (كيري) هدف آخر، وما يدور حول هذه القضايا مع إسرائيل أو حول المسجد الأقصى أو النزاع وغير ذلك، ليس إلى كوموفلاش للتعمية على ما يتم التخطيط له حاليا لتجنيد الجيوش العربية والمقاتلين العرب؛ لخدمة الأهداف الأمريكية، والمقاتلة نيابة عنهم في سوريا وفي العراق، والولايات المتحدة الأمريكية بصراحة أعلنت أنّ الحرب طويلة الأمد، وهنا بإختصار أريد أن أقول أنّ الولايات المتحدة التي أدارت ما سمّته بالاحتواء المزدوج بين العراق وإيران ثماني سنوات، وهي الآن تعمل على مخطط لاحتواء ثلاثي ورباعي، وربما خماسي أيضاً، وسيدوم لسنوات طويلة، والأردن بإدارته الحالية ومنذ أن قام، قام لتنفيذ دور وظيفي واضح، وهو يقوم بهذا الدور وينفذه بحذافيره.
وفي الحقيقة (كيري) لم يأت إلى الأردن من أجل التشاور، وإنما من أجل إصدار تعليمات. ومن القضايا المهمة أيضا أنّ الولايات المتحدة أنشأت أربع قواعد عسكرية في الأردن، عندما هاجمت العراق من الأردن كانت في الأردن قاعدة عسكرية واحدة.
أمّا الآن فقد أصبحت هناك قواعد عسكرية أمريكية في الأزرق وفي الصفاوي وفي الجفر ، عدا عن العقبة وما يدور فيها من تحركات بحرية.
سؤال: الرئيس محمود عباس، كان قد صرّح بأنّ إسرائيل وفلسطين على شفا حرب دينية، كيف تقيّمون هذا التصريح للرئيس عباس، وهل سيكون هناك ردّ منتظر من الأردن، ونحن نعلم أنّ الأردن وفق معاهدة موثقة هي من تحمي المقدسات الإسلامية في القدس الشريف؟
جواب: عباس والنظام الأردني يسيران بشكل حثيث باتجاه الخطة القديمة الموضوعة للطرفين من أجل الدخول في الفيدرالية والكونفيدرالية، ومن ثم ما بعد ذلك في الدخول مع إسرائيل في الكومفيدرالية، ربما ونتيجة التنسيق الأمني الذي يدور بين محمود عباس والأردن من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى، تقتضي أن تقوم إسرائيل بمسرحية، وتقبل ببعض المتطلبات للتهدئة، لكن في الحقيقة أنّ إسرائيل وبالتنسيق مع عباس وبعض الأنظمة العربية خططوا مسبقاً لاجتياح غزة، ولعل حكومة الوحدة التي تمت وقطعت الروافد عن سكان غزة قبل اجتياح إسرائيل لغزة، أو قبل محاولة إسرائيل الاجتياح كانت واضحة جدا أنّهم كانوا يهيئون الأجواء لاجتياح غزة وضربها وخلق بلبلة في الداخل، وفي حقيقة الأمر أنّ ما يصرّحون به شيء وما يفعلونه شيء آخر.
سؤال: دكتور كيف يمكن أن نفهم المعلومات الواردة حول ما يقوم به الأردن من تحضير لمشروع بخصوص فلسطين كي يقدم إلى مجلس الأمن الدولي؟
جواب: بالتأكيد هذا المشروع هو صورة من الصور كومفيدرالية مع إسرائيل، وفرض سلام جديد تدخل فيه السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن، ونحن نتحدث عن هذا المخطط منذ أربع أو خمس سنوات.