من اعتصام تضامنا مع سفيان التل وموفق محادين (الجزيرة نت)
16/2/2010
محمد النجار-عمان
على الرغم من الإفراج عن السياسي المعارض سفيان التل والكاتب الصحفي موفق محادين أمس الاثنين بعد اعتقالهما على خلفية بيان “ليست حربنا”، فإن معارضين ومؤيدين للسياسات الرسمية يرون أن اعتقالهما كان بمثابة “هدية حكومية” للمعارضة التي استفادت شعبيا من “أخطاء” مؤسسات القرار.
ففي حين لم يتجاوز عدد الموقعين على البيان الذي ينتقد الوجود العسكري بأفغانستان الشهر الماضي 78 شخصية تمثل النخبة السياسية المعارضة، تجاوز هذا العدد المئات في غضون أيام.
ليث شبيلات أشار إلى التجاوب مع “ليست حربنا” بعد اعتقال التل ومحادين (الجزيرة نت)
ويرى المعارض البارز ليث شبيلات والقيادي الإسلامي زكي بني ارشيد أن شعار “ليست حربنا” بات اليوم “شعار المرحلة” بالأردن بسبب التجاوب الشعبي معه منذ اعتقال محادين والتل.
ولعل واحدة من المفارقات أن عددا من المعارضين البارزين إضافة لموقعين جدد على بيان “ليست حربنا” قدموا طلبا مفتوحا للحكومة مساء الأحد الفائت لاعتقالهم باعتبارهم يؤيدون المواقف التي اعتقل على أثرها محادين والتل.
ونأت الحكومة بنفسها عن واقعة اعتقال المعارضين، ونقلت صحيفة الغد مطلع الأسبوع عن رئيس الوزراء سمير الرفاعي نفيه أن تكون حكومته وراء اعتقالهما.
عدم تأهيل
وتتحدث المعارضة البارزة توجان فيصل عن أن الحكومة وأجهزتها قدمت “هدية للمعارضة”.
وتابعت للجزيرة نت “المضحك المبكي أن هناك حالة من عدم التأهيل تنتشر بين مسؤولين وأصحاب قرار في الأردن اليوم”. وتضرب مثالا على ذلك بأن “أحد الوزراء في الحكومة عبّر عن غضبه لعدم حضور الدكتور سفيان التل لموعد كان طلبه يوم الأحد الماضي”، وتعلق “وزير في الحكومة لا يعرف أن التل معتقل منذ أربعة أيام.. أي نوع من المسؤولين هؤلاء؟”.
توجان فيصل: الحكومة التي ترتكب أخطاء بهذا الحجم تفقد هيبتها (الجزيرة نت).
واعتبرت أن “المسؤولين في الأردن يمارسون اليوم مغامرات خطرة لا يعرف أحد إلى أين ستذهب بنا”. وتقول إن “حجم الفشل الرسمي والتغول عبر الفساد والنهب ومصادرة الحريات هو ما يدفع أناسا عاديين لأن يوقعوا على بيان ليست حربنا”، وترى أن هناك شعورا عاما في الأردن اليوم بأن “ظهورنا وصلت للحائط”.
وتضيف فيصل -التي أصدرت محكمة أمن الدولة قرارا بسجنها ثلاثة أعوام عام 2002 قبل أن يفرج عنها بعفو ملكي- أن “الدولة التي ترتكب هذا الحجم من الأخطاء الشنيعة تفقد هيبتها حتى أمام مواطنيها”.
إقالة
وإضافة للتل ومحادين، فقد اعتقل اللواء المتقاعد موسى الحديد من عمله في مؤسسة تابعة للجيش بعد توقيعه على بيان “ليست حربنا”.
ويرى الحديد أن اتساع رقعة الموقعين على البيان سببه أن هناك شبه إجماع في الأردن على أن حربنا ليست إلى جانب الولايات المتحدة ضد حركة طالبان.
وقال للجزيرة نت “فليقنعنا المسؤولون في بلدنا أن طالبان هي عدوتنا، وأن علينا أن نذهب لأفغانستان لمحاربتها وسنكون أول من يحاربها”.
جميل النمري: موقف موقعي البيان “كان ضعيفا ومهزوزا وهجومهما على الموقف الرسمي كان معزولا” |
ومن جانبه يتفق الكاتب والمحلل السياسي جميل النمري على أن من اتخذ قرار توقيف محادين والتل “قدم خدمة للمعارضة”. وقال النمري للجزيرة نت إن الرأي يجب أن يقابل بالرأي فقط حتى لو كان الرأي الآخر متطرفا أو يبرر التطرف”.
وكان النمري ظهر مع محادين ضمن برنامج ما وراء الخبر في قناة الجزيرة الشهر الماضي لتحليل أبعاد هجوم خوست الذي نفذه الطبيب الأردني هُمام البلوي وقتل فيه سبعة ضباط في المخابرات الأميركية وضابط أردني.
ورأى النمري أن موقف موقعي البيان “كان ضعيفا ومهزوزا وهجومهما على الموقف الرسمي معزولا”، واعتبر أن الميزة الأردنية كانت بأن تتم مواجهتهم بالرأي والحجة والمنطق لا عبر التوقيف “الذي قدم خدمة لهما”.
وقال إن سبب إقبال مواطنين على التوقيع على بيان “ليست حربنا” هو أن هناك تعاطفا مع كل من يهاجم الولايات المتحدة وإسرائيل خاصة إذا تم اعتقال مثل هؤلاء السياسيين.
المصدر : الجزيرة
الخبر على موقع الجزيرة