12/12/2010
أردنيون نددوا بالمشاركة في عمليات بأفغانستان (الجزيرة نت-أرشيف)
محمد النجار-عمان
حرمت اللجنة المركزية لعلماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي –الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- إرسال قوات عسكرية لأفغانستان للقتال إلى جانب القوات الأميركية, وذلك طبقا لما جاء في فتوى صدرت بهذا الخصوص, بعد أيام من الكشف عن وثيقة نشرها موقع ويكيليكس تتحدث عن تعزيز الأردن وجوده العسكري بأفغانستان.
وقالت الفتوى التي صدرت الأحد عن اللجنة التي يترأسها القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد أبو فارس إنه “يحرم على أي مسؤول أن يرسل قوات عسكرية إلى أفغانستان لتقاتل مع قوات التحالف بقيادة أميركا في أفغانستان أو في أي بلد آخر”.
كما حرمت “على المسلم إطاعة أي أمر في معصية الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (السمع والطاعة حق على المرء المسلم ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة).
وقالت إن “حكم الشرع في مشاركة قوات عسكرية إلى جانب قوات التحالف التي تقودها أميركا في حربها على أفغانستان وغيرها فهو موالاة لغير المسلمين في عدوانهم على المسلمين، وهذا حرام وظلم لقول الله سبحانه {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}”.
واعتبرت أن “من يوالي أعداء الله ظالم للمسلمين بالاعتداء عليهم، وظالم لنفسه فقد أوردها موارد الهلاك في الدنيا والآخرة، وعرضها لسخط الله وغضبه وانتقامه إن عاجلا أو آجلا، وظالم ومزيف لحقيقة المعركة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان”.
وذهبت الفتوى حد القول إن حكم الله في من “يوالي الأميركان ودول التحالف في محاربة المسلمين بأنه يخرج نفسه من دائرة الإسلام”.
وجاء في الفتوى إن “أفغانستان بلد مسلم كان يحكم بأحكام الشريعة الإسلامية، وظل على الدوام يقاوم الاحتلال، وآخر احتلال ابتلي به هذا البلد كان بقيادة الولايات المتحدة، التي أعلن رئيسها أنه يخوض حرباً صليبية، وقد ذهب ضحية هذه الحرب المدمرة عشرات الألوف من الأطفال والنساء والرجال، ولا يزال هذا البلد يتعرض لحملات الإبادة بأفتك الأسلحة”.
وقالت أيضا “إزاء هذا الغزو الظالم والاعتداء الغاشم، أصبح قتال أميركا وقوات التحالف فرضاً على أهل أفغانستان والذين يلونهم من غيرهم حتى يحرروا بلادهم، لقول الله سبحانه {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}.
واعتبرت أن الواجب يحتم على حكام المسلمين أن يرسلوا جيوشهم للقتال في صف المجاهدين الأفغانيين كون المعركة غير متكافئة بين قوات التحالف والشعب الأفغاني، “ويحرم عليهم خذلان إخوانهم في أفغانستان أو في أي بلد إسلامي محتل والتخلي عنهم”.
وثائق ويكيليكس
وجاءت الفتوى -الأولى من نوعها في الأردن- بعد أيام من الكشف عن وثيقة نشرها موقع ويكيليكس تتحدث عن تعزيز الأردن وجوده العسكري بأفغانستان.
وتحدثت الوثيقة عن لقاء جمع المبعوث الأميركي لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك مع وزيري الخارجية الأردني ناصر جودة والإماراتي عبد الله بن زايد في أبو ظبي مطلع العام الجاري.
ولم تعلق الحكومة الأردنية على ذلك لكنها تقول دائما إن قواتها بأفغانستان تعمل بمهام إنسانية لا سيما من خلال المستشفى الميداني الأردني هناك.
يشار إلى أن عملية خوست نهاية العام الماضي التي فجر خلالها الطبيب الأردني همام البلوي قاعدة للاستخبارات الأميركية وقتل فيها سبعة من ضباط “سي آي أي”, وضابط أردني فتحت جدلا داخليا على هذا الوجود.
ووقع العشرات من السياسيين والنقابيين وثيقة عرفت بوثيقة “ليست حربنا” انتقدت هذا الوجود، وهي القضية التي بسببها حاكمت السلطات الأردنية السياسي المعارض سفيان التل والكاتب الصحفي موفق محادين أمام محكمة مدنية قبل أن تفرج عنهما بعد انتقادات شديدة لاعتقالهما.
ألخبر على موقع الجزيرة نت : هنا .