الأحدث

إذاعة صوت روسيا – حوار مع الدكتور سفيان التل حول مناورات الأسد المتأهب

سفيان التل: المناورات العسكرية في الأردن ليست معزولة عن التطورات في سوريا

حوار مع المحلل السياسي د. سفيان التل.

حاوره: فهيم الصوراني.

نصّ الحوار:

سؤال: أعلن الأردن رسميا اليوم أنّ 13 ألف جندي، يمثلون 24 دولة، سيشاركون في تمرينات عسكرية ستجري في الأردن في الفترة ما بين 25 من أيار وحتى العاشر من حزيران\يونيو المقبل، والسؤال بداية: هل ترى أنّ هذه المناورات معزولة عن الأوضاع الجارية في المنطقة حاليا، ولا سيما الأوضاع في سوريا؟

جواب: بالتأكيد ليست معزولة لا عن الأوضاع في سوريا، ولا عن الأوضاع في الخليج العربي، ولا عن الدور الوظيفي والأساسي للأردن والذي أنشئ من أجله. الأردن ليس سرا أنّه قاعدة أمريكية واضحة وواسعة، وبالرغم من النهج السياسي ونظام الحكم لا يرغب منا أن نتحدث في هذا الموضوع، وقد سبق عندما تحدثت مرّة على إحدى الفضائيات عن القاعدة العسكرية الأمريكية في شرق الأردن التي أغاروا منها على العراق، كانت النتيجة أن حولت إلى محكمة أمن الدولة، والآن أصبحت القضية واضحة، وأصبحت كل وسائل الإعلام تتداولها، وحتى صحيفة نيويورك تايمز تقول أنّ قاعدة موفق السلطي في شرقي الأردن ستعتبر نقطة انطلاق للحرب على سوريا، إذا ما قرر الرئيس الأمريكي إعلان الحرب على سوريا. أصبحت الأمور واضحة ولا تحتاج إلى شرح. الأخطر من ذلك أنّ الأخبار تقول أنّ هذه المناورات التي تشترك فيها 24 دولة، ولا أدري إذا كانت إسرائيل أيضا من ضمن هذه الدول، وعلى الأرجح ستكون؛ لأنّها تدخل تحت أسماء الدول الصديقة أو المجاورة، في هذه الحالة سيتحول الأردن حقيقة إلى وضع خطير جدا، خاصة أنّ ما يسمّى بمكافحة الإرهاب، هذه المناورات التي يعلن عن أن هدفها الأساسي مكافحة الإرهاب، هو بالحقيقة إرهاب بحد ذاته؛ لأنّ الشعوب العربية كلها تتعرض لموجة إرهاب قاتلة من أنظمة الحكم فيها، وهذه الأنظمة ربما تقوم بحروب على بعضها البعض بالوكالة لحساب الولايات المتحدة الأمريكية.

سؤال: هل برأيك أنّ الحد الأدنى من هذه المناورات تقدم دعما ولو معنويا للجماعات المسلحة في سوريا، والتي لا تعيش أفضل حالاتها الآن بعد التقدم الميداني الواضح والملموس للجيش السوري؟

جواب: الحقيقة أنّ الولايات المتحدة أعادت النظر في كل خططها تجاه سوريا، كانت متوقعة أن تحسم العملية بسرعة، ولكنّها فوجئت أنّها أخذت وقتا طويلا، ودخلت مجموعات مسلحة يسمونها المجموعات الإرهابية التي هي باتجاهات إسلامية، ولم يعد من مصلحة الولايات المتحدة أن تدخل هذه الجماعات إلى سوريا أو تستلم نظام الحكم هناك، ولذلك هي تعيد النظر جذريا باستراتجيتها تجاه سوريا، وهذه المناورات في الحقيقة ليست للمرة الأولى ولكنّها للسنة الرابعة هي باسم الأسد المتأهب، كما سبق هذه المناورات توقيع اتفاقية أو مذكرة تفاهم أردنية أمريكية لشراء 200 صاروخ موجه بالليزر، ويقال أنّ الأردن ستكون أول دولة في العالم تحصل على مثل هذه الصواريخ.

سؤال: هل يشعر الأردن بالتوتر مع تقدم لقوات الجيش العربي السوري في طريقه لحسم المعركة، أم أنّه بالعكس ربما يكون حسم المعركة هو في صالح الاستقرار الداخلي في الأردن؟

جواب: حسم المعركة ليست لصالح الاستقرار السياسي في الأردن، الآن المناطق الجنوبية من سوريا أصبحت مسرحا كاملا لداعش وللنصرة وللمليشيات الإسلامية، وهذه الحركات الإسلامية التي سبق واجتاحت العراق واجتاحت أجزاء من سوريا، واجتاحت اليمن وليبيا، أصبحت تتسلل إلى الداخل الأردني، ونظام حكم الأردن أصبح هدفا واضحا لكل من يعتقد أنّه من القوى الوطنية، ويعمل على تحرير المنطقة من الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية، ولعل أيضا خطف السفير قبل فترة وجيزة، إحدى هذه المؤشرات، وكما قتل قبل عدة سنوات سفير أردني ودبلوماسيان أردنيان في هذا الاتجاه.

سؤال: رغم دخول الأردن على خط المناورات التي يمكن أن تقرأ أنّ سوريا ليست غائبة عنها ومستهدفة بها، لكن بالمقايل لم يقم بطرد السفير السوري في عمان، وأبقى علاقاته مع دمشق، كيف يمكن تفسير عدم التجانس في الموقف الأردني من الأزمة في سوريا؟

جواب: الأردن لا يتخذ قراراته بنفسه، نحن نعرف هذه حقيقة واضحة جدا، وإنما القرارات تملى عليه إملاء، وهم ينفذون فقط، ودور الأردن هو دور وظيفي تابع لا أكثر ولا أقل، أمّا بالنسبة لعدم إخراج السفير السوري من الأردن، فهم على الأقل يمثلون دور المحايد، ورغم ذلك فلا أحد من أحرار الأردن يعتقد أنّ الأردن يقوم بدور محايد في هذه المنطقة، وإنما دور حسب الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة. القوات الأمريكية تنتشر انتشارا واسعا في الأردن، وتتخذ من الأردنيين قواعد، وتتخذ من الكثير من المدنيين الأردنيين سواتر بشرية؛ لأنّها، أولا تنتشر بين الأحياء المدنية وبملابس مدنية وتستأجر في كثير من العمارات شقة أو شقتين، حتى عندما يحدث أي صدام من أيّ جهة أخرى مع القوات الأمريكية يقع ضحايا أردنيون قبل أن يقع ضحايا للأمريكان.