قرأتُ ما كتبهُ الأستاذ الكاتب بسام بدارين على صفحته الشخصيّة على موقع (فيس بوك) فانتابني خليطٌ من المشاعر الإيجابية المصحوبة ببعض الأسى، فهذا الوطنُ لنا وإنَّ دفاعنا عن ترابهِ ومقدراتهِ ما هو إلّا بدافعِ حبّنا له ودفاعًا عن سيادته وروحهِ؛ وقبل أن أكتب ردّي عليه، أورِدُ لكم ما كتبَ:
«استحضر مئات الأردنيين لقطة يقارن فيها الزميل فيصل القاسم عبر الاتجاه المعاكس القديم، وهو يتحدث للمعارض الوطني الأردني سفيان التل بين «نظامين».
أي مقارنة طبعا مرفوضة في كل الأحوال، والقاسم في تلك اللقطة اختصر علينا النقاش عندما سأل ضيفه: «بعد هذه المقابلة هل ستعود إلى عمان؟» أجاب التل ببساطة «نعم».
في عمان أقارب التل، وهو بالمناسبة شخصية وطنية معارضة صلبة جدا يصبحون «وزراء»، أما في دمشق القديمة أغلب التقدير أن المعارض وأقاربه وجيرانه وكل من باعه بعض الحمص، سيدخلون أقبية «الفرع» قبل التحول إلى جثث مشوهة في السجن الأحمر، لا يحق لأهلها – أي الجثث – التحدث عنها بعد دخول هذا المكان الرهيب والقذر» بسام البدارين، انتهى الاقتباس.
فكتبتُ:
طبعا سأعود إلى عمان فهي أرضي، وقلب بلدي النابض، ولن اخرج منها، فأنا وآبائي وأجدادي وأجداد اجدادي فيها منذ قرون، ولن يستطيع أي محتلّ اخراجي منها إلَّا جثّة هامدة، سأفعلُ تماما ما يفعلهُ أحرار فلسطين اليوم، يفضّلون الاستشهاد على أنقاض بيوتهم على الخروج من أرضهم.
قبل أيام قابلت رئيس محكمة أمن الدولة الجديد، مع كل الاحترام له – مع العلم أنَّ قضيتي ما زالت مفتوحة لدى المحكمة- وسألته لماذا أنا ممنوع من السفر بالرغم من وجود الكفالة؟
وقلت له: لو حملتني الأجهزة الأمنية ورمتني خارج حدود الأردن لعدت إلى بلدي مهرَّبا. فضحك وضحك القضاة معهُ، ضحكتُ معهم محتفظًا بدمعة سقطت في قلبي.
د. سفيان التل.