الأحدث

إذاعة صوت روسيا – التل: الإفصاح عن المبالغ المخصصة للاجئين السوريين

صوت روسيا 7 ابريل 2014 – سفيان التل

سفيان التل: على الحكومة الأردنية الإفصاح عن المبالغ المخصصة للاجئين السوريين

حوار مع الكاتب والمحلل السياسي د. سفيان التل
حاوره: فهيم الصوراني

نصّ الحوار:

سؤال: تطور خطير شهده مخيم الزعتري في شمال الأردن، حيث مواجهات بين لاجئين سوريين وقوات الدرك الأردني، نجم عنها مقتل أحد اللاجئين وإصابة عدد آخر منهم، طبعا الرواية الرسمية الأردنية أشارت إلى أنّ هناك محاولات من اللاجئين للتحريض، كيف يمكن أن نفهم هذه الجزئية، ومن يمكن أن يكون معنيا ويستفيد من تحريض اللاجئين السوريين على الاشتباك مع قوات الدرك الأردني؟

جواب: أولا الحقيقة لا الحكومة الأردنية ولا البرلمان الأردني الذي ناقش هذه القضية هذا اليوم محط ثقة الشعب الأردني، ولا يحظون بتصديق ومصداقية فيما يطرحونه، لذلك تبقى الأمور غائمة إلى أن تتكشف الأحداث على حقيقتها ومعرفة ما هو السبب.

التحريض الذي يشير له وزير الداخلية، لا أدري ما هو السبب، ربما هو سوء الخدمات التي تقدم، الأردن يغرق في بحر من الفساد، وربما تكون المساعدات التي تأتي إلى هذا المخيم لا تنفق فيه أو لا تصل له أو قضايا من هذا القبيل، يضاف إلى ذلك أنّ الوضع في المخيم من دون شكّ بعد ثلاث سنوات، بدأ سكان هذا المخيم يكتشفون أنّ قضيتهم طالت، ونحن سبق وأن تنبأنا منذ بداية الأحداث، وتوقعنا أن تكون هذه المخيمات دائمة، كمخيمات الفلسطينيين الذي جاؤوا في عام 1948؛ لأنّها مرتبطة بالمخططات الأمريكية لإعادة تقسيم دول المنطقة وبناء شرق أوسط جديد كما يقولون، وقد أصبحت هذه الأمور واضحة لكثير من سكان المخيم والمواطنين العرب في الأردن وسوريا والعالم العربي.

سؤال: بما أنّ هذه الأسباب لا زالت قائمة فيما يتصل بحالة التململ وطول الانتظار والاستياء من الأوضاع التي يعيشها اللاجئون في المخيم، وبالتالي هل برأيك الأسباب ما زالت قائمة لتجدد هكذا نوع من الاشتباكات؟

جواب: أنا أتوقع ذلك، وستتجدد هذه الأحداث؛ لأنّ الأردن منذ أن تأسس فهو أسس كما قيل كي يكون مستودعا للاجئين، وهذه الحركات هي جزء لا يتجزأ من سياسة المنطقة وسياسة الإقليم، وبالتالي في بادئ الأمر قد تنطلي على كثير من الناس، لكن مع مرور الزمن تبدأ الحقائق تتكشف، ويرفض الشعب الأردني كما يرفض الشعب في سوريا تلك الخطط التي تحاك ضد هؤلاء المواطنين، وإشغالهم ببعضهم البعض، فإثارة الفتنة بين مكونات المجتمع الأردني والسوري والفلسطيني هي بحد ذاتها خطة يتم تنفيذها على الأرض في هذه المواقع.

سؤال: المتحدث بلسان الداخلية الأردنية، نفى أن يكون هناك ثلاثة قتلى، ولكن اعترف بمقتل شخص واحد، وأنّه لم يُقتل بنيران رجال الدرك، فهل يمكن أن نعتبر بأنّ المشكلة كانت نتيجة وجود لاجئين في الأردن، ولكن الآن قد تكون تحولت إلى مشكلة معهم بشكل أو بآخر؟

جواب: لقد سبق خلال الفترة الماضية منذ سنتين أو ثلاث، أن قُتل عدد من الأردنيين من قوات الأمن الأردنية والجيش الأردني، وبعضهم كان في حراسة فريق يهودي، وبعضهم قُتل وهو يقوم بعمله الرسمي، وما يزال أهالي هؤلاء الناس حتى هذا اليوم يطالبون الحكومة الأردنية بإبراز الحقيقة، وعدم التعتيم على مثل هذه القضايا. كما قلت لك الحكومة لا تتمتع بمصداقية في كل طروحاتها حتى الآن.

سؤال: هناك حديث عن ازدياد في عدد اللاجئين السوريين، وهذا يشكّل بطبيعة الحال استنزاف للموارد الاقتصادية في البلاد، وهذه تصريحات رسمية، برأيكم إلى أيّ مستوى هذا الوضع يمكن أن يتطور مع عدم وجود أفق لحل الأزمة في سوريا وبقاء اللاجئين حتى اللحظة في الأردن؟

جواب: أولا؛ لو أخذنا الموضوع من المنظور الدولي، فلا أعتقد أنّ هناك نية لحل الأزمة السورية، وعلينا أن نتوقع أنّها ستمتد إلى فترة طويلة، وأنّ أوضاع اللاجئين ستمتد إلى فترة طويلة، وعلى الأردن أيضا أن يعلن رسميا عن المبالغ التي تأتي مساعدة لهؤلاء اللاجئين. نحن نعرف أنّ موارد الأردن لا تكفي لهذا الوضع، وأنّ على من سبّب المشكلة أن يقدم المساعدات الحقيقية لهؤلاء الناس في المخيمات؛ حتى يستطيعوا أن يتمتعوا بالحد الأدنى من الحياة الإنسانية اللائقة، ولهم ثلاث سنين في الخيام، وقد مرّ عليهم شتاء وثلوج، وهذا الوضع حقيقة غير مقبول، ولذلك يتوقع أن تبدأ هذه الحركات وهذا التململ في داخل المخيمات؛ لأنّهم لا يستطيعون أن يعيشوا بدون ضوء في نهاية النفق.